قواعد العلاقة الزوجية الناجحة

هل للحياة الزوجية قواعد؟

وان اتفقنا أن لها أساسيات ودعائم تقوم عليها ، فمن يحددها؟ 

المجتمع ام القانون ام لكل زوجين قواعد علاقتهم الخاصة؟




نتوقع خطأ ان حياتنا الزوجية المستقبلية ستكون محمية من المشاكل، وأننا سنكون زوجين مثاليين ، فقط لأن الحب يجمعنا ،أو لأننا من طبقة متعلمة ،مثقفة وما الى ذلك.

للأسف لا أحد يعير اهتماما لتعلم اساسيات الزواج الصحيح، فالزواج مثله مثل مهنة ، هل ستخوض في مهنة لا تعلم عنها شيئا؟ طبعا لا ، لكن لما تتزوج وانت لا تعرف عنه شيئا؟

هنا أقدم باختصار شديد الأعمدة التي يجب ان يقوم عليها بناء الزواج ، والخلل او النقص في اي عمود منها ، يكون سبب حياة زوجية غير مستقرة.


-المصارحة والوضوح: في المشاعر والرغبات والتصرفات ، فلا مبرر للكذب او تعمد اخفاء أي شيء عن الشريك. غياب هذا العمود خلل خطير في العلاقة قد يكون سببه عدم القدرة على التفاهم فالأولى حل المشكلة بدل فعل ما يؤذي علاقتنا.

- الحوار : الحوار ثاني أكبر الدعائم في الزواج ، فلا شراكة بدون حوار ، سواء في الحياة اليومية ، او في الخلافات ، قد يبدو الأمر مضحكا ، لكني أعرف كثرا يفضلون الصمت في الخلافات أو يسامحون ببساطة ويمضي الأمر بعودة الحياة الى طبيعتها بعد عدة أيام ، ظنا أنهم يقومون بما يدعم العلاقة ، لكن على العكس تماما، الحوار البناء هو ما يدعمها ،كي تتضح الامور ولا تؤدي الى غضب داخلي لدى احد او كلا الشريكين.

- الاكتفاء: أن يكتفي الشريكان ببعضهما لا يعني أن يكونا مثاليين في كل شيء ، وهنا أشدد أن الاكتفاء نسبي ،فقد يكفيني أن زوجي مستمع جيد ، بينما اخرى لا تجد الاكتفاء رغم ان زوجها مستمع جيد لها.

- التفاهم: بدون تفاهم تصبح الحياة الزوجية عبء ثقيل.

- تحمل المسؤولية: الحياة الزوجية شراكة أبدية ، والشراكة تحمل كل طرف واجبات ومسؤوليات ، فلن بمشي القارب اذا كان التجذيف من جهة واحدة فقط.

- بناء وتطوير الآخر : قد تكون النساء أكثر من يعانين من هذا الجانب ظنا من الرجل أن تطور المرأة قد يجعلها تتكبر عليه ، لكن الرغبة في يناء وتقدم الشريك قاعدة اساسية للزواج فلا يجب التغافل عنها ، هنا قد يغيب عنا أن تطور الآخر يكون مرحبا به طالما يصب في مصلحة العلاقة ، ولا اتصور رجلا متزنا يرفض تقدم زوجته سواء علميا او اجتماعيا او نفسيا او ماليا مازالت هي الزوجة التي عهدها.

- الحب والإحتواء: كم ستكون الحياة مع شخص لا تحب ولا تستطيع احتوائه صعبة!

- المشاركة: قد ننسى أو لا نجد وقتا بسبب اعباء الحياة وقتا كافيا للمشاركة خاصة اذا ما كان الزوجين عاملين ، لكن يجب الانتباه الى ضرورة وجودها ولو في تفاصيل صغيرة ، كحديث ما قبل النوم مثلا ( بدل ما كل واحد حاطط راسو بالموبايل ) او في عطلة نهاية الاسبوع او اسبوع اجازة من كل شيء ، فقط لنتشارك بعضنا البعض.

- الاحترام: لا علاقة سوية بدون احترام فكيف بالزواج.

- الحماية والرعاية: لا تقع على عاتق الرجل فقط، بل كذلك المرأة ، فهي ترعاه كما هو يرعاها وغياب الرعاية ، سيكون سبب الفتور في العلاقة وبالتالي المشاكل.

- التكافؤ النفسي: نحاول جاهدين البحث عن شريك مناسب اجتماعيا وعلى نفس درجة العلم او الدين وننسى تكافؤ النفسيات ، الأهم بكثير من كل ما سبق.

-التكافؤ الفكري: وهو أكثر الأسباب شيوعا في الخلافات ، فلا نرى شخصين متكافئين فكريا يختلفان، ولا اعني بالتكافؤ ان نكون نسخة طبق الأصل ، لكن على الأقل معرفة ومراعاة اختلاف الآخر ، يساعد على تقليل المشاكل.


أغلب الزيجات التي تنتهي بالطلاق ، تكون المشاكل متراكمة بسبب غياب احد هذه العواميد ، لذلك احرص جيدا على تواجدها في علاقتك.

وآخر قاعدتين قد تكونان الأهم ، فالباقي يمكن بالتمرين ايجادهم وخلقهم ، لكن التغيير في النفسيات او الفكر يكون أصعب قليلا ، ومع ذلك فليس هنالك مستحيل، اعني بذلك لو كنت متزوجا بشخص غير متكافئ معك فكريا حاول بالحوار معه ان تبين الاختلاف وتتفقا على حلول وسط، يمكن لكل منكما فعل ما لا يناسب الآخر في وقته الخاص ، بدل ان يسعى كل منا لتغيير الآخر وفرض طابعه عليه.


تمنياني لكم بحياة هنيئة هادئة.




ضلو بخير

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نتزوج؟

نصائح لتعلم الألمانية

مراحل الوعي حسب هاوكنيز