الأهداف الذكية
كنت قرابة عامي العشرين عندما قرأت " كتاب السر " لأول مرة ، وككل من انبهر به أعدت قراءته مرارا وتكرارا، وقررت في النهاية تبني المبدأ.
سأفكر بشكل إيجابي وأحدد هدفي بدقة وهكذا سيتحقق الهدف، لكني لم أحرز أي نجاح يذكر، هل كنت أطبق بطريقة خاطئة؟ أم أن السر لم يكن كافيا لتحقيق الأهداف؟
بدأت البحث أكثر في الموضوع لأكتشف أن كل الناجحين يكررون نفس الفكرة كسبيل للوصل الى قمة النجاح، لكن لا أحد منهم يقوم باعطائك الحقيقة كاملة ، كل منهم يحتفظ بجزء منها لنفسه. وهنا قمت بجمع تقنيات لعلها تكون مجتمعة صورة كاملة لطريق تحقيق الأهداف.
، يعتقد بعض الأشخاص أن ليس لديهم هدف أو انهم لم يحققو هدفا بعد ، في الحقيقة يقوم الانسان بتحقيق آلاف الأهداف يوميا ، لكن لعلنا تعودنا على مفهوم الهدف بالانجازات كبيرة.
اولا تعريف الهدف : كل شي نرغب بالوصول إليه بعد اتخاذ قرار ، اذا أي تصرف بناء على قرار ناتج عن التفكير هو هدف، كالرد على الهاتف او معرفة من الطارق!
الفرق بين الهدف والحلم او الأمنية ان ما نود الحصول عليه يبقى رغبة حتى نتخد اول خطوة باتجاه تحقيق الرغبة مهما كانت الخطوة الأولى بسيطة. مثلا أحلم ببيت كبير على شاطئ، ماذا تتوقعون أن تكون أولى خطواتي لتحقيق حلمي:
أبحث في تصاميم المنازل؟
أعمل بجد كي أدخر ثمنه؟
أحدد موقعه بدقة؟
الخطوة الأولى أبسط بكثير ،، الخطوة الأولى أن أكتب هذه الرغبة ، نعم قد ترون الأمر بسيطا لكنه الخطوة الأولى بطريق الألف ميل!
لماذا تسمى الأهداف الذكية SMART Goals
كلمة smart او ذكي هي مجموع الحروف الأولى من الشروط التي يبنغي توفرها بالهدف حتى نضمن تحقيقه وهذه الشروط هي
محدد specific
قابل للقياس measurable
قابل للتحقيق achievable
مرتبط بالمرحلة الحالية من حياتي relevant
محدد بفترة زمنية time bound
امثلة لأهداف لا تحقق احد الشروط
- بدي صير غني
-بدي لاقي شغل محترم
-بدي يكون عندي مشروع خاص
-بدي اشتري احلى بيت
- بدي عيش حياة سعيدة
- بدي كون الرقم واحد بمجال شغلي
-بدي نزل وزني عشرين كيلو بشهر
-بدي اتعلم لغة
-بدي ولادي يكونو ناجحين
معيقات تحقيق الهدف حتى لو كان ذكي:
فقد الدافع او التحفيز الذاتي (الحاجة): يقال أن شابا ذهب لحكيم يسأله عن سر النجاح ، فطلب منه الحكيم أن يغطس رأسه في برميل ماء بعد أن سأله كم المدة الزمنية التي يستطيع فيها كبت نفسه، ولما أراد الشاب اخراج رأسه أمسك الحكيم بيديه وضغط برأسه تحت الماء، قام الشاب بعدة محاولات لانقاذ حياته لكن دون جدوى فالحكيم كان قويا جدا ،وماهي الا عدة دقائق حتى استطاع التغلب على قوة يد الحكيم واخراج رأسه ،طبعا بدأ بشتم الحكيم الذي رد عليه بكل هدوء هذا هو الدرس الذي أردت تعلمه، سر النجاح هو الحاجة إليه ، واتوقع ان كل منا يذكر على الأقل احدى انجازاته الشخصيه التي ابهرته هو نفسه والقاسم المشترك بين هذه الانجازات هي حاجتنا الحقيقة الى تحقيقها. اذا ابحث في كل هدف عن حاجة ما لك.
التأجيل والتسويف والمماطلة: شرحت عنه بمقال سابق
التهرب من المسؤولية وتحميل القدر والحظ سبب الاخفاق: وسببه الوعي المنخفض.
عدم التركيز : سببه كثرة الاهداف ويسبب التشتت وهدر الجهد والوقت.
الخوف من الفشل : الفاشل الوحيد هو من لا يحال
ظهور العراقيل : هي نتيجة طبيعة لانتقالنا لمرحلة أعلى فينبغي أن تكون حافزا بدل ما هي عائق، تخيل نفسك في كرتونة لاترى حولك سوى الظلام ، لكنك متأقلم معه، ولغاية ما، قررت أن تقف لكنك اكتشفت أثناء وقوفك أنك محتجز حيث بدأت برؤية حواف الكرتونة (عراقيل) وكذلك اصبحت ترى جزءا بسيطا من العالم الخارجي الجميل! انها الحالة النفسية التي تصيبنا أثناء رحلة تحقيق الهدف شعور اللذة والرغبة والطموح للوصول مدمجا مع الخوف والقلق والغضب مما نحن فيه وما يعيقنا للوصول ، والقرار لك إما أن تستسلم وتعود إلى الكرتونة أو تستمر وتخرج لهدفك.
نصائح واستراتيجيات تساعد في تحقيق الهدف:
1- تجزيء الأهداف الكبيرة الى اهداف مرحلية قصيرة الأمد والبدء بالهدف الأقرب ثم التالي وهكذا
2- ابدأ الآن ولا تستنى موضة راس السنة او عيد الميلاد ولا راس الشهر ولا حتى الاسبوع
ا3-اخبر صديقا عن هدفك: الاعلان عن الاهداف مهم جدا لسببين الأول أننا نصبح أكثر تحفيزا داخليا والثاني الحصول على الدعم
4-ابدأ بالمتوفر : ابدأ بما أنت فعلا جيد فيه حتى لو لم يبد أكبر طموحاتك فقد يكون بابا لتحقيق الباقي .
5-ضع هدف يتحدى قدرتك: كل هدف تضعه هو تدريب وصقل لمهاراتك ، لذلك كن كمدرب الرياضة المتميز الذي يتحدى قدرات مدربيه بالتدريبات الصعبة ، لكن النتيجة تكون مبهرة
6-خذ استراحات : كلنا نبدأ بدافع وحماس كبيرين لكن سرعان ما نتوقف لسبب ما ، وهذا ليس خطأ لكن الخطأ أن لا نكمل وننتظر بداية جديدة ، اعتبر كل توقف استراحة وانطلق بعدها بكل حماسك المسترجع.
6-ذكر نفسك بالدافع.
7-اربط هدفك بشعور وتذكره كلما فقدت الحماس، قد تجد الأمر صادما لكن الهدف الحقيقي من وراء أي هدف هو شعور ما، شعور الرضا ،الثقة ،القوة ،الاكتفاء.....
اكتشف شعورك المنشود من كل هدف وتذكر لذته كلما شعرت بالحاجة لدفعة تشجيع.
8-قد يكون الفشل رسالة : ابق ذهنك منفتحا
9- اعد كتابة هدفك من جديد كلما قمت بتحقيق خطوة: تكرار هذه الاستراتيجة يولد لديك عادة الانجاز.
10-استغل المتاح : استغل أي فرصة في طريقك حتى لو لم تكن تبدو خطوة جدية في تحقيق الهدف، فهي قد تساعد في ايجاد فرص أخرى.
يقال أن في أحد البلدان حل الجفاف والفقر والجوع ،حتى قام حكيم بحراثة الأرض ونثر البذور فتعجب منه الناس ومنهم من اتهمه بالجنون ، لكنه كان يقول فلنفعل ما بأيدينا فان لم نملك التحكم بالمطر فاننا نمتلك التحكم بإعداد الارض للزراعة ، وفعلا نبتت البذور حيث حصلت على المياه بطق أخرى مختلفة كليا عما كانو يتوقعونه (نزول المطر) ، لذلك لاتظن أن السبيل الوحيد لتحقيق حلمك هو ما تراه أنت فقط.
وأخيرا الامتنان كن ايجابيا ولا تجعل السلبية شعارا ، اشكر ما تملك حتى يأتيك ما تشتهي
(وان شكرتم لازيدنكم)
تمنياتي لكم بحياة مليئة بالانجاز
ضلو بخير

تعليقات
إرسال تعليق