مراحل الوعي حسب هاوكنيز

 أبو أحمد رجل كبير في السن ، قضى حياته وهو يدفع عربة لبيع الخضار . لا يملك سوى بيت يسكنه مع أم أحمد.

لم يفكر طوال حياته بتغيير مهنته أو حتى تطويرها كان قد ادخر بعض النقود للأيام السود على حسب قوله ، إلى أن تزحلق صبيحة أحد الأيام وأصيب بألم شديد في ظهره. أخبره الطبيب بضرورة ملازمة الفراش وعدم العمل الشاق ، لكنه فكر أن لا سبيل آخر له للعيش سوى العمل. لم ينقض الشهر حتى أصيب العم بضرر شديد في الظهر أجبره على ترك العمل، فشعر باليأس والظلم .

اقترحت عليه زوجته أن يتدين بعض المال بعد ان اكتشفا أن ما ادخراه لا يساوي شيئا بالنسبة لقيمة العقارات ويقوم بفتح محل، لكن العم أبو أحمد لم تسمح له كرامته وفضل أخذ قرض من البنك مقابل رهن منزله (وبلا منية حدا).

وقام بفتح محل كبير وسط السوق وقد ظن أن الأمور بدأت بالتحسن ، لكن للأسف لم يتمكن من كسب زبائن ، وخسر رأس المال نتيجة التخطيط السيء. اصيب بحالة من الاحباط وكسر الخاطر  وتحت شكوى وتذمر زوجته بدأ يشعر بالغضب و لعن القدر والحظ وسرعان ما كبرت المشاكل بينهما مما جعلها تترك البيت ، ليدخل أبو أحمد بحالة من الحزن والاكتئاب خاصة بعد أن حجز البنك على المحل والبيت ليعرضهما بالمزاد العلني، فلم يكن منه الا ان انهى حياته بحدث مفجع! انتحر.


أتوقع أن كل منا قد مر بحياته أبو أحمد ، بأحداث مختلفة لكن المشاعر والسيناريو واحد ، لكن السؤال كان ممكن يتغير شي لو أنو كان أوعى بشوي، ممكن بس شو يعني أوعى؟

اليوم رح نحكي عن الوعي، وكيف إنو مستوى الوعي يؤثر  على نوعية وجودة حياتنا، في ناس ناجحة بتزيد نجاح وفي اغنيا بيزيدو غنى ، وفي فشلة بيزيدو فشل ، وفقرا بزيدو فقر ومرض ومصايب، وفي العكس  ناجحين وصلو لفوووووق ووقعو واغنياء انتحرو ، ليش؟ اليوم رح نعرف وأفضل ما يقرب الفكرة هو مقياس هاوكنيز


من هو هاوكنيز؟

ديفيد هاوكنيز عالم وباحث نفساني أمريكي ، يعتبر مقياسه هو الأشهر في علم الطاقة البشرية حيث قسم الوعي إلى سبعة عشر مرحلة ، لن ندخل في تفاصيل الدراسة لكن سنتعرف على المراحل بشيء من التوضيح


قبل أن نبدأ أود أن أشير أن المقصود بالوعي ليس عدد شهاداتك ولا عدد الكتب التي قرأتها، أفضل تشبيه الوعي ببطارية الهاتف، تخيل هاتفك عندما تصبح البطارية ضعيفة ، هل يقوم بالعمليات بنفس الجودة عندما يكون مشحونا بشكل جيد؟

تماما، وكذلك الانسان في مرحلة وعي متدني لا يستطيع معالجة المعلومات المحيطة به بشكل صحيح لهذا ستلاحظ أن الشخص في مرحلة معينة يرى الأمور بشكل مختلف تماما عن آخر بمرحلة أخرى.

وتعريف الوعي في اللغة هو العلم بالشيء والإحاطة به واستيعابه للتعامل معه، أما في علم النفس فهو يعني التبصر بالذات والقدرة على التعامل مع الواقع ، والآن الى مراحل الوعي



المراحل من الأدنى إلى الأعلى

1/مرحلة العار: حيث أن الشخص في هذه المرحلة لا يملك السيطرة على حياته، يشعر بالذل والكسوف وآراء الأخرين لها قيمة جمة وهي ما تحركه

2/مرحلة الذنب: يقوم بها الشخص بلوم ذاته وتحميل نفسه المسؤولية التامة ، ويقوم بجلد نفسه

غالبا لا نجد أحدا في  المرحلتين السابقتين لأن الانسان لايستطيع العيش بهذا الوعي المتدني فإما أن يخرج منها او ينهي حياته بالانتحار

3/ مرحلة اللامبالاة: صفات الشخص في هذه المرحلة هي يأس وتشاؤم  وشكوى( يستمتع بالشكوى ، لا يبحث عن حلول)

4/ مرحلة الأسى : حيث يعيش الشخص بها دور الضحية ويشعر بالحزن والندم ودائم التفكير بالماضي (يتأسف عليه)

5/مرحلة الخوف : يرى فيها الشخص أن الحياة غابة ، لديه توتر ورعب وقلق دائم وكثير استخدام التهديد


المراحل السابقة تسمى الوعي المتدني وهم اشخاص ذو طاقة متدنية جدا يشعرك الحديث معهم بالتعب والوهن وانخفاض العزيمة.


6/مرحلة الشهوة: (محروم وقع بين كروم) هو الشخص الذي يعيش حالة الفجع من كل شيء كما لو انه يقول (انا ومن بعدي الطوفان)

7/مرحلة الغضب: ما يميزها سمة الكراهية لكل شيء بدون سبب مقنع ، عنف ، عصبية

8/مرحلة الكبرياء: شخص غيور ، متكبر ، يرى كل شيء منافس وند  وكأن الحياة سباق ، شديد النقد وغيور بشدة من نجاحات الآخرين


المراحل السابقة تسمى المراحل السلبية وهم اشخاص ممتصون للطاقة تشعر أيضا بعدم الارتياح لمخالطتهم.

9/مرحلة الشجاعة: يميزها الطموح وحب مواجهة التحديات

10/مرحلة الحياد : تميزها الثقة بالنفس ، المرونة ، الايجابية

11/مرحلة الرغبة :تميزها السلام النفسي، النجاح، التميز والتفاؤل

12/مرحلة القبول: تميزها الدبلوماسية، الحب غير المشروط، التسامح

13/ مرحلة الحكمة : شخص مسالم لديه قدر من المعرفة والحكمة 


المراحل السابقة تمثل المراحل الايجابية وهم اشخاص مفعمون بالطاقة مريحين بالتعامل على العموم يمدونك بالطاقة وتشعر بالسعادة عند مخالطتهم

14/ مرحلة الحب: شخص يستمتع بكل شي ، يحب كل شيء

15/ مرحلة الفرح : مرحلة المعالجين الروحانيين

16/ مرحلة السلام : سلام داخلي ، وطاقة ايجابية ، ينشر السلام

17/ مرحلة التنوير : مرحلة الانبياء والرسل حيث هالاتهم الطاقية تبقى موجودة حتى في غيابهم


المراحل السابقة تسمى المراحل العليا من الوعي ولديهم مستوى طاقة مرتفع جدا ، هم المؤثرون الحقيقيون ومحولو التاريخ  ،معالجون ، ناشرو الطمأنينة والتفاؤل والسعادة.



من المهم أن نعرف أن الانسان لا يترج بالوعي طلوعا ، انما قد يبقى عالقا في مرحلة ما سنينا ، وغالبا تكون الصدمات هي ما يوقظنا من مرحلة وعي متدنية، وهنا قد ينتبه الشخص فيصعد لمرحلة أعلى أو يغوص للأسفل.



وهيك صار من الواضح أنو في أشخاص لازم نبعد عنهم ونطلعهم من حياتنا ، وصار كمان واضح إنو قصة حياة أبو أحمد كان ممكن تاخد مجرى تاني لو ..( خبروني بالتعليقات لو شو برأيك )



المقال القادم عن معيقات التقدم بالوعي


ضلو بخير

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نتزوج؟

نصائح لتعلم الألمانية